عطيل : وليم شكسبير

عطيل : وليم شكسبير

عطيل

إن الاسم الكامل لهذه المسرحية هو: “Othello The Moor of Venice” ولفظة (Moor) بالإنكليزية تطلق على المواطن المغربي. وعلى ذلك فإن بطل المسرحية من أصل عربي ومن بلاد المغرب. كان شكسبير أميناً وصادقاً في رسمه للشخصيات، فلم يحمل على العربي ولم يتجنّ عليهم من خلال تشويهه لشخصية عطيل، كما يحلو لكثير من الكتّاب الغربيين أن يفعلوه في مؤلفاتهم… بل جعل منه نموذجاً حياً للشرف والإباء والكرامة، وجعل منه أيضاً مثل يحتذى به في الشجاعة والإقدام والإخلاص لمبادئه ولأصدقائه.

وعطيل محب للخير.. صريح إلى أبعد حدود الصراحة، لا يعرف المداهنة ولا الرياء، فإذا كره ظهر ذلك على أسارير وجهه وفي نظرات عينيه، وإذا أحبّ أحب في عمق وإخلاص. وكان عطيل يكره الخيانة ويحتقرها شأنه في ذلك شأن أصحاب المثل العليا، كما كان يعتقد أن الإنسان الخائر، مصدر بلاء للبشر، مثله في ذلك مثل جرثومة المرض المعدي الخبيث… لا بد من قتلها والتخلص منها لينجو منها البشر. وقد كان عطيل-من فرط نقاء جوهره وشرف نفسه، يعتقد أن كل المحيطين به أنقياء السريرة بعيدون عن الرذائل والصغائر. ولذلك كان سريع التصديق لكل ما يسمعه ممن يثق فيهم… وذلك ليس عن قصر نظر أو غباوة… بل لطهارة نفسه هو من جهة… ولطيبة قلبه وسريرته من جهة أخرى.

وعطيل شخصية قوية الإرادة… له مقدرة فائقة على التحكم بأعصابه… فهو لا يستسلم أبداً للغضب بل يحكم عقله في كل ما يصادفه من مفاجآت وأحداث… وهو عاطفي شديد الحساسية، ككل الرجال الأقوياء، وهو يحب المرأة الرقيقة الهادئة الموفورة الأدب والأنوثة لذا فقد أحبّ ديدمونة حباً عنيفاً عميقاً ملك عليه لبّه واستجمع عواطفه. ويبدو أن الشاعر وليم شكسبير قد تقمص شخصية عطيل وسكب من نفسانياته على عطيل مما جعلهما شخصاً واحداً. حتى أنه جعل بطل مسرحيته شاعريّ الخيال والكلام، كما جعله أيضاً شاعري النزعة والميول. مما جعل أحد النقاد الإنجليز يقول عن شخصية (عطيل): إنه لم يكن من الشعراء الذين يقتصر شعر أحدهم على ما يكتبه أو يقوله… ولكنه كان يجعل من أسلوب حياته شعراً. ويرى أن الحياة بدون هدف ولا هدوء ذهني لا تستحق أن يحياها الإنسان. وعطيل بعد أن تزوج ديدمونة كان يربط كل حلاوة حياته وطمأنينتها ببقاء حبه لها… بمعنى أن هذا الحب لو خمدت جذوته لانتهت الجدوى من حياته.

من هنا تبرز الأهمية لعقدة هذه المسرحية والتي بلغت ذروتها عند اكتشاف عطيل خيانة ديدمونة له، وتلك الخيانة كانت ملفقة من قبل غريمه ردوريجو الذي أحبّ ديدمونة قبل ظهور شخصية عطيل التي نازعته على قلبها الذي كان رافضاً لحبه. تجري الأحداث ضمن أجواء تتنازع فيها قوى الخير والشر، والتي تنتهي بانتحار عطيل بعد أن اكتشف براءة ديمونة بعد أن خنقها.

 

Download Free Ebooks

For More Free Ebooks Join Us On Facebook



http://www.sharemyebooks.com/%d8%b9%d8%b7%d9%8a%d9%84-%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%85-%d8%b4%d9%83%d8%b3%d8%a8%d9%8a%d8%b1/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d8%25b9%25d8%25b7%25d9%258a%25d9%2584-%25d9%2588%25d9%2584%25d9%258a%25d9%2585-%25d8%25b4%25d9%2583%25d8%25b3%25d8%25a8%25d9%258a%25d8%25b1

0 comments:

Enregistrer un commentaire